تم، مؤخرا، برواق “دار الشريفة” بمدينة مراكش، افتتاح معرض لآخر أعمال الفنانة التشكيلية والكاتبة لبابة لعلج، وكذا توقيع ديوانها الشعري “أفكار شاردة”، بنسختيه الفرنسية والعربية.
ويضم هذا المعرض، الذي يتواصل إلى غاية 30 أكتوبر الجاري، 29 لوحة ذات قيمة فنية وجمالية عالية، تكشف عن موهبة لا يمكن إنكارها يالنظر لمعرفتها الفطرية بالأشكال والألوان، “والتي هي في حوار مستمر مع أناها العميق”.
أما ديوانها “أفكار شاردة”، فهو “نص ظاهره مناجاة، لكن بملمح حواري منفتح على أقوال الأغيار، كما أنه نص يمثل هذه الأصوات المتباينة للفكر والعالم، حتى يبقى محط رؤية متسائلة”.
وقالت الفنانة لعلج، في حديث للوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “من خلال التأمل في رحابة العالم، تخامرني فكرة التجوال من فكر إلى آخر دونما قيد أو شرط، و حتى دون خطوط حمراء. وعبر أفكاري الشاردة، يتواصل السفر كترحال”.
وأوضحت أن “مناط إلهامي هو عالمي الداخلي. لم أتأثر أبدا بأي شيء كان ولم يؤثر في أي كان. إنه اختياري النابع من الاستلهام من سفرياتي وروحانيتي. ارتأيت عن طريق الكتابة، إدخال القارئ في العالم الداخلي للرسم”.
من جهته، يرى الكاتب والناقد الفني، حسن نرايس، أن كتابات الفنانة لعلج “تحدث رجات في بعض التمثلات المسيطرة وتنتج الفوضى بدواخلها، حتى ترسي بنية لغوية بشكل ممنهج ومنتظم”.
وأضاف “هناك أيضا حوار داخلي يشكل جسرا مع الآخرين والآخر. تعكس هذه الكتابات حضور الشاعرة داخل اللوحة عن طريق الألوان. ويعد المحدد بين النص الشعري واللوحة هو أن الأمر يتعلق بوسيلتي تواصل”.
واستعاضت لبابة لعلج، وهي من مواليد مدينة فاس، والتي ترعرعت في فرنسا، عن الصحافة بالرسم والريشة، منذ زهاء 20 سنة، استجابة لرغبة جامحة تحضها على اكتشاف المتخيل في حدود متطلباتها الفكرية.
ويعد البحث عن هوية الفنانة لبابة الذاتية إشكالا رئيسا في العمل الفني للبابة لعلج عند تأمل أعمالها، حيث نتلمس وجود هذه الهوية عبر أحداث فارقة في حياة الفنان.
يذكر أن السيدة لبابة لعلج كانت قد نالت، في شهر أكتوبر من سنة 2019، دكتوراه فخرية، من منتدى الفنون التشكيلية الدولي، وذلك اعترافا بأعمالها.
وألفت السيدة لعلج العديد من الكتب حول تجربتها الإبداعية، من بينها، على الخصوص، “عوالمي”، و”نساء العالم.. بين الظل والضوء” الذي يوجد تحت الطبع. كما صدرت لها دواوين شعرية، من بينها “شظايا”، و”أفكار شاردة”، و”أيقونات التشكيل بصيغة المؤنث”.