سميرة القادري ، صاحبة الصوت المتوسطي، تشتغل على الذاكرة الأندلسية، حاملة لمشروع فني كبير، يخص الموسيقات الأندلسية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط.
حدثينا عن مشاركتك في مهرجان الرباط الدولي للموسيقات الأندلسية؟
سعيدة جدا بمشاركتي في مهرجان دولي للموسيقى الأندلسية ، حيث تم اختاري لافتتاح التظاهرة ، شكرا لعبد الكريم بناني، رئيس جمعية رباط الفتح وكذلك المدير الفني فنجيرو نبيل، لوعيهم بأن أكون في الافتتاح لأن ماقدمته من ربرتوار، يصب في جوهر المهرجان، حيث المهرجان هو مهرجان الموسيقات الأندلسية وهو يتطابق مع مشروعي الذي اشتغلت عليه والمعنون ب من ضفة الى أخرى حيث اشتغلت على كل الأشكال الموسيقية التي أثرت وتأثرت في الموسيقى الأندلسية، كنت سعيدة لأتقاسم التجربة مع جمهوري ليكتشف ربيرتوار سميرة، حيث اشتغلت على موسيقات الذاكرة المشتركة بيننا وبين ضفاف أخرى، وقدمت الموسيقى الأندلسية ومزجتها بالكانديكا الاسبانية التي هي في حد ذاتها موسيقى أندلسية.
فإلى جانب أني سوبرانو وشادية، فأنا متخصصة في غنائيات البحر الأبيض المتوسط واشتغلت على الذاكرة الأندلسية وهذ الريبيرتوار هو مقاربة تحليلة، فيها مزج فني روحي لتقاليد عريقة استمدت روحها من الموسيقى الأندلسية، أريد أن أقول أنه يحق لنا أن نعتز بان المغرب هو الوريث الشرعي للموسيقى الأندلسية التي وصلتنا من الأندلس عبرت مع الموريسكيين، وقدمت لجمهوري الذي أتى ليسمعني ربيرتوارا متنوعا الى جانب أغاني جديدة .أردت أن أقول أنا صوت سوبرانو صوت متوسطي يشتغل على الذاكرة الأندلسية التي ماتزال حية بيننا وحاضرة في الربيرتوار الذي اشتغلت عليه.
حدثينا عن مشاركتك في رحلة زرياب بالامارات؟
كانت دعوة كريمة من أكاديمية الفنون بالفجيرة، ومن سمو الشيخ حمد الشرقي لأشارك في رحلة زرياب في الإمارات الجميلة التي أعتبرها من أهم التجارب الفنية التي قدمتها خلال سنة 2024، حيث شاركت في أوبريت، تحكي عن رحلة زرياب في الإمارات وتقمصت فيها شخصية ليلى القرطبية، أعادتني هذه الرحلة الى المسرح، وأنا خريجة المعهد العالي للتنشيط المسرحي، و الأجمل في هذا العمل الضخم الذي رصدت له إمكانات ضخمة، أنه خصصت لي مساحة لاستعراض الإرث الثقافي بكل تجلياته في شخصية ليلى القرطبية.
والجميل أني ساهمت في تعزيز الحضور المغربي، حيث رشحت مجموعة من أمهر عازفي العود في المغرب، كما تم تكريم الراحل الموسيقار حسن ميكري.
لماذا لا نرى السوبرانو سميرة القادري في مهرجان موازين؟
لا أخفيك أنه تم التواصل معي قبل المهرجان قبل شهرين من انطلاقه وتم الاتفاق معي على أني سأحيي الحفل يوم 22 يونيو، حيث تم الترتيب لكل شيء وبعدها لم يتحقق شيء، أتأسف لهذا، أعيب على المعاملة التي يعامل بها الفنان المغربي والتغييب الذي يلحقه وبالمقابل هناك سفريات الى الخارج لأجل التعاقد مع نجوم أجانب. بالنسبة لي فرحت بالدعوة، وبعد التراجع قلت للأسف الشديد، لا أعتبره إقصاء، أنا متواجدة بقوة وباحترام.
وأشير إلى أن حضوري لمهرجان موازين كان مشروطا بأن يتم الاحتفاء بتجربتي ، لا أقصد العمارية، الأمر لايستهويني، الحفاوة هي باحترام تجربتي والغناء بفضاء يليق بي وبجمهوري .
وأقول أن الفنان المغربي يجب تكون له الأولوية على غيره، ثم بعده بقية الفنانينن نحن بلد منفتح لكن يعاب علينا عدم الاحتفاء بالفنانين المغاربة وبالمقابل يتم الاحتفاء بفنانين ليست لديهم تجارب كبيرة، كل مايقدمونه تفاهات وحضور في السوشل ميديا وتم الاحتفاء بهم بطريقة مبالغ فيها، لا أعرف هل نحن نريد أن نسوق لأنفسنا بهذه الطريقة؟
لماذا لم تتسع القاعدة الجماهيرية للفن الأندلسي وبقيت حكرا على جمهور معين؟
أردنا أم أبينا الموسيقى الأندلسية منذ بداياتها هي نخبوية وليست جماهيرية، وليس عيب بأن يكون الاشتغال والحفاظ عليها كتراث هذا الأخير ليس مادة متحفية، الموسيقى لابد أن تقيس شريحة أخرى لدرجة أن يتجاوب معها أجيال أخرى.
معايير المتلقي اليوم تختلف تماما فلا يمكن أن نشتغل بالطرق التقليدية القديمة ولكن لا ريب الاشتغال مع المحافظة على المدرسة التقليدية لانها هي الأصل ولكن المطلوب هو إعادة توزيعه بطرق جديدة. وليس سهلا إعادة الاشتغال على فن أصيل ويكتسي صبغة عالمية، حيث تلزمنا الدراسة الأكاديمية حتى لايفقد التراث هويته.
أنا لا اشتغل الموسيقى محلية أو جهوية، بل المغربية والمغاربية. أستلهم الموسيقى الأندلسية من نصوص هي موجودة، حتى لا يكون العزوف على الموسيقى الأندلسية لابد من الاشتغال بطرق صحيحة.