قال رئيس “فرقة الركبة” بزاكورة، محمد القرطاوي، إن المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش يشكل منارة تشع التراث الثقافي المغربي، وجسرا لتلاقح الفنون.
وأبرز السيد القرطاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مشاركة “فرقة الركبة” في فعاليات الدورة الـ 53 لهذه التظاهرة الفنية، أن الحفاظ على استمرارية المهرجان هو مسؤولية جماعية، من خلال العمل على ضمان تنظيمه سنويا والإسهام في تشجيع وتأهيل الشباب للانخراط في أخذ مشعل كل فن من الفنون الشعبية.
وأضاف أن فرقته تعمل جاهدة من أجل تطوير هذا الفن والحفاظ عليه، باعتباره أحد مكونات التراث المغربي وبذرة من بذور تراث وادي درعة.
وأشار إلى أن جمعية فرقة الكدرة تسهر على تكوين شباب المنطقة لتلقينهم مبادئ هذا الموروث الثقافي، إذ تعمل على عقد دورات تحسيسية لهؤلاء الشباب المتحمسين لفن منطقتهم، وتطلعهم على الكلمات الموزونة من أجل أداء غناء مضبوط بميزانه المتنوع والمتمثل في إيقاعات “الحوزي” و”الوادي” و”المحمودي” و”المصمودي”، التي تدخل كلها ضمن تلاوين فن الركبة.
وذكر السيد القرطاوي، في هذا الإطار، بخلق فرقة شبابية بزاكورة، من أدوارها تشجيع الشباب وتحفيزهم على تعزيز هذا الرصيد الفني، الذي يتعين صونه، باعتباره إرثا مشتركا يتوارثه أبناء المنطقة جيلا بعد آخر، لتظل زاكورة والمناطق المحيطة بها قلعة من القلاع الزاخرة بالفنون.
وتعد الدورة الـ53 للمهرجان الوطني للفنون لشعبية من الدورات المتميزة، التي بصمت فيها “فرقة الركبة” على حضورها بجيل من الشباب والفنانين المخضرمين، بشكل يساهم في مواصلة الفرقة حضورها منذ سنة 1973.
يشار إلى أن هذه الدورة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار “الإيقاعات والرموز الخالدة”، تعرف مشاركة مئات الفنانين يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية بالمغرب، وكذا العديد من الفرق الأجنبية من دول الصين واندونيسيا وبوركينا فاسو.
وتتميز هذه الدورة، المنظمة من قبل جمعية الأطلس الكبير بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة مراكش- آسفي وعدد من الشركاء الآخرين، بتخصيص منصتين للحفلات بكل من ساحة جامع الفنا، وساحة جنان الحارثي، إلى جانب تنظيم فقرة “ليالي موضوعاتية” بقصر الباهية التاريخي.
كما تعرف هذه التظاهرة إقامة أمسية فنية دولية، إلى جانب فقرة “ليالي النجوم” التي كرمت هذه السنة الفنان والملحن نعمان لحلو.