سلط خبراء، االخميس بالرباط، الضوء على إمكانات قطاع الموسيقى ضمن منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، خلال ندوة بعنوان “أي موسيقى لأي صناعة؟.. استعراض الأبحاث حول الصناعات الثقافية والإبداعية بالمغرب”.
وشكلت هذه المائدة المستديرة، التي نظمت على هامش مهرجان “فيزا فور ميوزيك”، فرصة لتقاسم التوصيات المنبثقة عن الدراسات والأبحاث حول صناعة الموسيقى وإمكاناتها ضمن منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، وكذا إطلاع العموم على خبايا هذه المنظومة وتأثيرها على الاقتصاد الإفريقي وعلى تنمية ورفاهية الشعوب.
ولتنشيط هذه المائدة المستديرة، تمت دعوة عدد من الخبراء، بينهم ألفة السناني، الخبيرة المستقلة في التعاون الدولي والمشرفة على هذه المائدة المستديرة، وإينا بوانت، نائبة المدير العام للمعهد الفرنسي بالمغرب ونائبة المستشار المكلف بالتعاون والعمل الثقافي بسفارة فرنسا بالمغرب، ودورين روراشيتس، المدير العام لمؤسسة أفريكاليا البلجيكية الناشطة في مجال التعاون الثقافي مع إفريقيا، وريبيو نزيزا، الأستاذ الجامعي ومدير قسم الثقافة بجامعة سنجور بالإسكندرية، وبنيامين شوس، رئيس المجلس الأعلى للثقافة في اتحاد والونيا-بروكسل، وكريم الهندلي، ممثل مكتب اليونسكو بالمغرب العربي، وموتونوبو كاساجيما، المندوب العالم لوالونيا-بروكسل بالرباط.
وقد اتفق المتدخلون على الحاجة إلى اعتماد رؤية شاملة لمواكبة الفاعلين في قطاع الثقافة، مع التركيز على بلورة سياسة عمومية ثقافية، قائمة على تنسيق الجهود مع مختلف القطاعات الوزارية التي يمكن أن تخلق قيمة مضافة في هذا المجال.
وحظي هذا الموقف بتأييد من الهندلي وروراشيتس اللذان أشارا إلى أهمية الالتقائية على مستوى السياسات العمومية، مسجلين أن الاستثمار في الصناعات الثقافية والإبداعية ليس من اختصاص وزارة الثقافة فحسب، بل يتعين على الوزارات الأخرى الانخراط أيضا في هذه الدينامية.
من جهته، شدد كاساجيما على ضرورة توفر الحكومة المغربية على الآليات اللازمة لاتخاذ القرار، وذلك بالموازاة مع إخراج الفاعلين في القطاع الثقافي من دائرة القطاع غير المهيكل، كي تكون قادرة على إحصائهم وفهم احتياجاتهم بصفتها فاعلا في النشاط الاقتصادي.
أما بالنسبة للاستثمار في رأس المال البشري والتكوين، فقد تمت مناقشة هذه المجالات بشكل مستفيض من قبل نزيزا، الذي سجل وجود فجوة بين غنى التراث الإفريقي وكفاءات الفاعلين في السوق على الصعيدين الإداري والفني، داعيا إلى اعتماد تكوين قائم على الكفاءات الإدارية والشمولية (التواصل والتفكير النقدي) لفائدة الفاعلين في القطاع.
من جهة أخرى، توقف المتدخلون عند الجانب الاقتصادي المرتبط بالجانب الإبداعي، لافتين إلى أنه يتعين على المستثمرين اليوم، استيعاب رهانات المقاولات في القطاع الثقافي، وكذا في منظومة الصناعات الثقافية والإبداعية، وذلك من أجل بلورة رؤية أفضل لمخاطر ورهانات كل مقاولة تنشط في القطاع الثقافي.
وشددت روراشيتس، في هذا الصدد، على الحاجة إلى تطوير حضور محلي قوي من خلال الجمع بين مجتمع من أرباب المقاولات المحليين والمستثمرين، وذلك مع الانفتاح على بلدان إفريقية أخرى، بهدف إنشاء شبكة في القارة الإفريقية.
