احتضنت كلية الحقوق بسلا اليوم الخميس، ندوة علمية تفاعلية لتقديم الجزأين الثاني والثالث من سلسلة دراسات وأبحاث استراتيجية حول قضية الوحدة الترابية، اللذين أصدرتهما المجلة المغربية للدراسات الدولية والاستراتجية.
وشكل هذا اللقاء، المنظم من قبل المجلة بشراكة مع الكلية في إطار الاحتفال بالذكرى الـ47 للمسيرة الخضراء المظفرة، مناسبة لثلة من الجامعيين للوقوف على مختلف الحقائق التاريخية المرتبطة بقضية الصحراء المغربية وكذا محاولة استحضار أبرز محطات هذا النزاع المفتعل. وقد صدر الجزء الثاني، الذي يحمل عنوان ” الصحراء المغربية: بين مسارات التحول ومواقف الأطراف الدولية “، والجزء الثالث الموسوم بـ”الصحراء المغربية: نصف قرن على نزاع إقليمي مفتعل”، بتنسيق ثلة من الأساتذة والباحثين، وهم نوال بهدين ورشيد المرزكيوي، وعبد العزيز دحماني، وحكيم التوزاني، ومحمد بوبوش، ويوسف عنتار.
ويأتي هذين الجزئين، الصادرين تحت إشراف الخبير والمتخصص في القانون الدولي الدكتور محمد بنحمو، في سياق التفاعل مع الحقائق والمستجدات التي عرفتها القضية الوطنية، ووضعها في إطار السياق الدولي الذي يعرف الكثير من المتغيرات، بما تحمله من تأثير على مختلف المستويات، ومحاولة لتوفير مرجع شامل في ما يتعلق بقضية الوحدة الترابية للمملكة، والإلمام بمختلف العناصر المتداخلة فيها. وبهذه المناسبة، أبرز عميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والإجتماعية بسلا بالنيابة، عمر حنيش، في مداخلة له، أن هذين الإصدارين سيغنيان رصيد المكتبة الوطنية بشأن هذا الموضوع الهام المتعلق بالقضية الوطنية الأولى، مضيفا أن هذه الندوة التفاعلية تناقش المسار التاريخي لقضية الوحدة الترابية للمملكة، وكذا المكتسبات التي حققتها الدبلوماسية المغربية.
كما توقف، بالمناسبة، عند قرار مجلس الأمن الدولي الأخير الذي يأتي ليعزز الدعم الدولي المتزايد من قبل بلدان مهمة ومؤثرة للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، وكذا فتح أكثر من ثلاثين قنصلية عامة في مدينتي العيون والداخلة.
بدوره، أبرز عبد الكريم بنعتيق، وزير سابق مكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، أن هذه الندوة تتطرق لكل الجوانب المتعلقة بالقضية الوطنية الأولى، كما تتوخى خلق تفاعل مع الأجيال الحالية لجعلها حاضرة وبقوة من أجل حماية كل المكتسبات التي حققتها بالمملكة في ما يخص وحدتها الترابية. وسجل أن استمرار هذا النزاع المفتعل له انعكاسات على التكامل الاقتصادي والنسيج الثقافي للأجيال الحالية والقادمة بالمنطقة المغاربية.
من جهته، استعرض رئيس المركز المغربي للدارسات الإستراتيجية، محمد بنحمو، الدينامية الإيجابية التي تعرفها القضية الوطنية، المرتبطة بفتح قنصليات عامة في مدينتي العيون والداخلة، وعدم اعتراف أكثر من 84 في المائة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالكيان الوهمي.
ودعا، في السياق ذاته، إلى تمرير المشعل إلى الأجيال الحالية، خاصة من الجامعيين والطلبة، من أجل التعبئة لصد خصوم المغرب في جميع المجالات.
يشار إلى أن الجزء الأول من سلسلة الدراسات والأبحاث الاستراتيجية، الذي أصدرته المجلة، حمل عنوان ” الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية: حل سياسي واقعي لإنهاء النزاع … تتمة : https://www.mapinfo.ma/ar/afficher-depeche/205057975