قدمت جمعیة بابل للثقافة والفن، الثلاثاء، عملها المسرحي الجديد الذي يحمل عنوان: “الكراسي” لموسم 2022. العرض المسرحي يندرج في إطار جولات الفرقة بجهة فاس – مكناس بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الثقافة، التي انطلقت من مدينة مكناس مرورا بالحاجب وفاس على أن تختتم بمدينة تازة. مسرحية “الكراسي” عبارة عن كوميديا العبث، من اقتباس المسرحي المغربي الراحل الطیب الصدیقي عن الكاتب الفرنسي الروماني الراحل یوجین یونیسكو، ومن توقيع عزیز الحاكم. ويتمحور العرض المسرحي حول شخصيتين رئيسيتين تعيشان فراغا رهيبا، وتحاولان ملء هذا الفراغ بتوهم ضيوف سيأتون لكن في النهاية لا أحد سيأتي. وفي ظل وهم انتظار الضيوف بين الشخصيتين، تحدث أشياء كثيرة يسترجعان من خلالها ذكرياتهما الجميلة، كما تحاولان البحث عن الحلم الذي يتحول إلى وهم، وهي المعضلة التي حاول الكاتب الفرنسي الروماني الفرنسي الراحل يونسكو طرحها من خلال لغة عاجزة تبرز محنة الإنسان على المستوى الوجودي. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية (M24)، قال مخرج المسرحية عزيز الحاكم، إن “الكاتب المسرحي يونسكو لما كتب هذا العمل في بداية الخمسينيات ومع تداعيات ومخلفات الحرب العالمية، كتب من أجل إيصال خطاب أساسي مفاده أنه لا وقت للكلام فالحرب دمرت كل شيء، دمرت أحلام الإنسان وطموحاته وواقعه، الحرب العالمية الثانية أدت بالإنسان إلى فراغ كبير جدا”. وأضاف عزيز الحاكم، أن المسرحي المغربي الطيب الصديقي قام سنة 2003 باقتباس هذا العمل وترجمته، لكنه قام أيضا ب”مغربته”، حيث تعكس المسرحية لمسة الصديقي المعروف بالسخرية والعبث. وأكد مخرج العرض المسرحي، أن إعادة تقديم المسرحية في سنة 2022، هي محاولة لبعث الروح “الصديقية” في المسرح المغربي من خلال التوفيق ما بين سخرية الصديقي والرؤية الجمالية الحداثية بعناصر تم الاشتغال عليها مثل الأداء، ثم الذهاب بالسخرية إلى أقصى حد، لإيصال خطاب يخلخل اليقين لدى المتفرج. وأشار الحاكم، إلى أن العرض المسرحي يشتغل على اللامعقول واللامعنى في ظل غياب مبرر الوجود مع الرفق بالمتلقي، حيث تم تبسيط فلسفة يونسكو وتحويل الضحك إلى خطاب له معاني كثيرة جدا بحثا عن الكوميديا الراقية.
شخص أدوار مسرحیة “الكراسي” كل من ھالة لحلو وحسن بوعنان وعزیز الحاكم، بينما سینوغرافیا العمل كانت من إبداع عبد الصمد الكوكبي.الملابس تكلفت بها نادیة الودغیري، بينما الإدارة والتواصل فأشرف عليها بكر الصدیقي.