في تجربة فنية فريدة تبرز دور الأمهات باعتبارهن مصدر إلهام للأبناء لا ينضب معينه، افتتح الفنان التشكيلي محمد الشرقاوي السلامي، اليوم الخميس بالرباط، معرض لوحاته الفنية الجديد الذي اختار له عنوان “الحبال الخفية”.
المعرض الذي تحتضنه وتنظمه مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين إلى غاية 30 شتنبر الجاري، يشكل بالنسبة للشرقاوي فرصة للاعتراف وجزء من رد الجميل لوالدته، ومن خلالها، لجميع الأمهات اللواتي يساندن أبناءهن في مسيرة الحياة، ويفتحن أمامهم باب الأمل والانطلاق والتميز على مصراعيه، سيما من خلال احتضان مواهبهم وتحفيزهم على صقلها والاحتفاء بها.
هذا الدور الذي تضطلع به الأمهات في دعم الأبناء الفنانين أكد عليه الشرقاوي في تصريح للقناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24) إذ يقول إن هذا المعرض “يشكل تتمة لمشروع بدأته قبل ثلاث سنوات احتفاء بعلاقتي بأمي. عبر اللوحات التي أعرضها أنسج تلك الحبال الخفية تصلني بالسيدة الوالدة وأستمد منها القوة والإرادة والإلهام”.
ويضيف الشرقاوي أنه من خلال هذا المعرض الذي يعرض ل21 لوحة فنية تنضاف إلى لوحاته المعروضة حاليا برواق البنك الشعبي بالرباط، إنما يريد أن يتقاسم مع الجمهور هذا الاحتفاء بدور الأم في حياة المرء وفي المجتمع، وذلك من خلال مشروع اخترت له عنوان (علاقتي أمومتي)”.
وتعليقا على موضوع المعرض، يقول الناقد الفني، حميد عبو، إن الامر يتعلق “بتتمة للدينامية التي سبق للشرقاوي وأطلقها، حث يواصل رحلته عبر تعميق بحثه التشكيلي حول تيمته الفريدة “علاقتي أمومتي”، معتبرا الحدث بمثابة “فرصة جيدة للفنان حتى يتمكن من التعبير عن تقديره لوالدته على وجه الخصوص، ومن خلالها لجميع النساء المغربيات من خلال تثمين دورهن المحوري في المجتمع”.
ويؤكد عبو، حسب وثيقة وزعت بالمناسبة، أنه من خلال معرض “الحبال الخفية”، “يتجه الشرقاوي السلامي إلى تجربة تشكيلية وتصويرية جديدة دون أن يدير ظهره لذكرياته وتاريخه كرسام”، مبرزا في الوقت ذاته أن سعي الفنان للتجديد يدفعه للابتكار والإبداع في التقنيات والمواد المستخدمة (..) إنه يعيد النظر في ماضيه بطريقة آنية وتقنيات تشكيلية معاصرة”.
وإلى جانب لوحات الشرقاوي السلامي، يتميز هذا الحدث باستضافة لوحات الرسامة والأستاذة الجامعية، أمينة بمنصور كانوني، في إطار فقرة “بطاقة بيضاء” التي يمنح من خلالها الفنان صاحب المعرض فرصة لفنان آخر لعرض بعض من أعماله بالموازاة.
السيدة بنمنصور لم تخف في تصريح مماثل للوكالة عن سعادتها بالدعوة التي وجهها لها الشرقاوي السلامي للمشاركة في هذا المعرض، سيما وأنها أول مرة تعرض فيها أعمالي الفنية، مبرزة في الوقت ذاته أهمية تيمة “الحبال الخفية” التي تحيل على تلك العلاقة المقدسة التي تجمع الأم بأبنائها، والتي تشكل بالنسبة لها مصدر إلهام على أكثر من مستوى.
وحسب السيدة بنمنصور، فإن موضوع الأمومة يعنيني أولا باعتباري أما، وثانيا باعتباره مكنني، مدخل التحليل النفسي الأدبي، من التعبير بالألوان والأشكال والتجريد العميق عن العلاقة المركبة التي تجمع الأم بأطفالها.
