صدر للباحث والأكاديمي محمد ابن عياد كتاب بعنوان “شعرية الخطاب وتشكلات الدلالة”، عن منشورات باب الحكمة.
والكتاب، الذي تقع بين دفتيه 166 صفحة، يتناول الخطاب الأدبي وثقافة المبدع وقدراته التعبيرية واهتماماته وقناعاته وقيمه الإنسانية، التي تترجم أحاسيسه وعيا ثقافيا مأخوذا بتلابيب التجديد في ضوء التحولات الثقافية والإبداعية المتسارعة.
ويعتبر المؤلف أن النص الأدبي يصبح تعبيرا عن روح المبدع وتكوينه الثقافي ومحيطه الاجتماعي والحضاري، ليعيد النظر في موقعه إزاء المبدعين الآخرين، وإزاء إيقاعه والنوع الأدبي الذي يكتب فيه، ليتأمل ذاته ويمتحنها ويحاورها بوعي نقدي بخفايا الكتابة.
ويرى الباحث محمد ابن عياد أن الوعي الثقافي والإنساني والحس الجمالي القوي بأهمية اللغة العليا في الكتابة يسم النصوص الأدبية بالعمق الدلالي الذي يفجر دهشة المتلقي ويفتح أفقا للمثاقفة والتفاعل النقدي على مستويات أرحب من التأمل والتحليل والتذوق، وبعدا علميا في محاورة النصوص ونقدها واستخراج مكنوناتها وتجريب مقاربات نقدية متعددة.
ويتضمن الكتاب مقاربات نقدية في الشعر والرواية والسيرة الذاتية والرحلة الذهنية والقصة والقصة القصيرة جدا والرسالة ونقد النقد، كتبت في فترات زمنية مختلفة، وانطلق فيها الكاتب من تصور نقدي اشتغل فيه على شعرية الخطابات، سواء في انزياحاتها اللغوية أو بعدها الدلالي العميق.
ومن ضمن هذه المقاربات النقدية : “التشكيل الثقافي وتداخل الخطابات” في رواية” بيوس أو طفل الحكمة والطقوس” لعبد الإله حبيبي ، و”الكتابة والذاكرة” في كتاب “حومة المصلى” لأحمد الطريبق، و”بنية النص الروائي والرؤية الإبداعية ” في رواية “احتراق في زمن الصقيع” لعبد الجليل الوزاني التهامي، وجدل الشعري والنقدي في القصيدة لمغربية الحديثة والمعاصرة ، و”بناء الصورة وتشكلات الدلالة ” في ديوان ” مباهج ممكنة ” لأحمد ميمون .
كما يضم الكتاب مقاربات نقدية أخرى ك”النص المثقف وبناء الدلالة” في “نجي ليلتي” (قصص قصيرة جدا) لميمون حرش ، و”دينامية الحكي والبعد الثقافي والدرامي ” في نص “من يشتري..؟” لدليلة مكسح ، و”شعرية الترسل بين البعد الإنساني والوعي الثقافي” في “عناقيد” رسائل بدر العمراني ، و”المنهج والتصور و البناء” في كتاب ” بلاغة التصوير في قصص مصطفى يعلى ” لمحمد أنقار .
