على وقع الراب أو الجاز أو السامبا أو الالحان الكلاسيكية، تحيي مدن فرنسا وبلداتها الثلاثاء عيد الموسيقى، كما درجت على أن تفعل في الحادي والعشرين من يونيو من كل سنة منذ إطاق وزير الثقافة السابق جاك لانغ هذا التقليد قبل 40 عاما .
وبات عيد الموسيقى بمثابة مؤسسة في فرنسا وص د ر هذا الحدث على مر السنوات إلى أكثر من مئة دولة حول العالم، أصبحت اليوم تحتفل بها، من بينها أستراليا، حيث أقيم العيد في كانبيرا وسط جو بارد.
أما في فرنسا فلن يحول انتهاء موجة الحر دون ارتفاع درجة حرارة الحماسة مع الحفلات الموسيقية الملحوظة، على غرار ما يحصل كل 21 حزيران/يونيو ، موعد الانقلاب الصيفي في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.
وتمتزج كل أنواع الموسيقى، كما في مدينة لاروشيل (جنوب غرب) اذ تخيم على مينائها القديم موسيقى الهارد روك وتغزو الجوقات كنيسة نوتردام.
ومن بين مجموعة مبادرات في باريس، تجوب شاحنة لإذاعة “راديو فرانس” الشوارع مجهزة بمكبرات للصوت، وفيها منس ق الأسطوانات يونغ بالس. وهذه المبادرة بمثابة تحية الى المغني الفرنسي جاك إيجلان الذي قدم موسيقاه في شاحنة عبرت شوارع باريس في الاعوام الأولى من عيد الموسيقى.
وتنطلق المركبة هذه السنة من محيط تمثال الحرية في باريس تحية الى “ميك ميوزيك داي” (وهو النسخة الدولية من شعار المهرجان بالفرنسية “اعزفوا الموسيقى”). وينطلق الاحتفال بالعيد في نيويورك من جوار تمثال الحرية ايضا .
وفي باحة القصر الرئاسي الفرنسي، يصدح صوت النجم السنغالي يوسو ندور وموسيقى منسقة الأسطوانات الأوكرانية زينيا وسواهما.
في الأيام التي سبقت النسخة الأولى من عيد الموسيقى في العام 1982 ، شكل هذا الحدث “أكبر مصدر توتر” في حياة وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ الذي ابتكره، إذ “كان يمكن أن يؤول إلى فشل كبير”، على ما قال لوكالة فرانس برس.
زوى لانغ الذي عينه الرئيس الاشتراكي فرنسوا ميتران وزيرا بعد تولي اليسار السلطة عام 1981 “قلنا للناس هيا، اخرجوا، تمتعوا بالموسيقى في الشوارع ، لكننا كنا نخشى أن يظلوا قابعين في منازلهم. غير إن الأمر نجح”.
نشأت الفكرة منذ شتاء 1981 في أذهان لانغ وأعضاء الفريق المحيط به، وأبرزهم المهندس المعماري واختصاصي السينوغرافيا كريستيان دوبافيون ومدير الموسيقى والرقص موريس فلوريت، والأخير هو الذي أطلق شعار “الموسيقى ستكون في كل مكان والحفلة لن تكون في أي مكان”.
ولاحظ لانغ الذي يتولى اليوم رئاسة معهد العالم العربي في باريس، أن المشروع “لم يحقق نجاحا كبيرا في العام الأول، اي 1982، لكن الناس دخلوا اللعبة، لكن عام 1983 شهد الانطلاقة الفعلية”.
ويحل لانغ ضيف شرف في جولة موسيقية بين مدينتي فيلوربان وليون المجاورتين (وسط شرق) ، قبل العودة إلى باريس في المساء. و يرغب في تقديم تحية من خلال هذه النسخة الأربعين لستيف مايا كانيسو الذي قتل خلال عملية مثيرة للجدل نفذتها الشرطة خلال مهرجان الموسيقى في نانت (غرب فرنسا) عام 2019.