يعتبر فيلم “خريف التفاح” للمخرج المغربي محمد مفتكر، الذي عرض أمس الأربعاء ضمن المسابقة الرسمية الخاصة بالفيلم الروائي الطويل للنسخة 22 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، محاولة جمالية للغوص في أعماق النفس البشرية، ورصد مفارقاتها.
ويعد هذا الفيلم الروائي الطويل، الذي يدفع بالمشاهد إلى طرح أسئلة وجودية وفلسفية معقدة، أحد الأفلام العميقة التي تذكر بأسلوب المخرجين العالميين المرموقين، من أمثال أندريه أرسينيفيتش تاركوفسكي وإنغمار بيرغمان. يحدو حدو بعض روائع السينما العالمية، من حيث الحبكة والمشاهد وجماليات الصورة.
لا يترجم هذا السعي إلى الكمال، بأي حال من الأحوال، رغبة المخرج في إبهار المشاهد أو إثارة إعجابه، ولكنه جزء لا يتجزأ من بنية الفيلم، الذي يستكشف ويعبر عن الأفكار والمشاعر الحميمة للشخصيات بالإضافة إلى مفارقات وتعقيدات النفس البشرية من خلال استخدام المجاز والرمز والإشارة قدر الإمكان.
الفيلم ، الذي يصور في 120 دقيقة تمزق أب ومحنة ابن محروم، يكتنز شحنة شعرية وجمالية كبيرة، تعتمد على لغة بصرية متجددة، وقدرة فنية رائعة، ومعالجة جريئة للموضوع على خلفية صمت قاس يقول أكثر من مجرد كلام سطحي خال من الروح.
ويحكي الفيلم قصة طفل يبلغ من العمر 10 سنوات (سليمان)، الذي لم ير قط والدته التي اختفت في ظروف غامضة بعد الولادة مباشرة.
ويجمع فريق عمل “خريف التفاح” مجموعة من الوجوه السينمائية المغربية المعروفة، منها على الخصوص فاطمة خير وسعد ومحمد تسولي، ونعيمة المشرقي وحسن باديدة وأيوب اليوسفي وأنس باجودي.
ويعد “خريف التفاح”، الذي عرض سنة 2020، الفيلم الروائي الطويل الثالث لمحمد مفتكر. وفاز بالجائزة الكبرى، وجائزة أحسن تصوير التي تقدمها الجمعية الوطنية للأندية السينمائية ، وجائزة النقد في المهرجان الوطني للفيلم. كما تم تتويجه خلال النسخة 11 لمهرجان مالمو بالسويد.
وكان محمد مفتكر قد أخرج أول فيلم روائي طويل له سنة 2010 تحت اسم “براق” ، الذي فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة ، إضافة إلى خمس جوائز أخرى ، هي جائزة النقد وجائزة أفضل صوت وأفضل صورة وأفضل موسيقى أصلية وأفضل دور نسائي
كما فاز هذا الفيلم بجائزة أفضل تصوير بمهرجان دبي والجائزة الكبرى للمهرجان الافريقي للسينما والتلفزيون بواغادوغو.