معرض “Fusion In/K Space” هو أول معرض فردي للفنانة الشابة المغربية السويسرية زينب مزور، والذي يحتضنه حاليا رواق مريم حميش بالدار البيضاء إلى غاية 22 مارس الجاري.
في حديث لها لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش افتتاح هذا المعرض يوم الثلاثاء الماضي، كشفت زينب مزور عن سيرتها الفنية، وبداية حكايتها مع الفن، وطموحاتها في المستقبل.
1 – لديك تكوين علمي محض في مجال نظم البيانات، فكيف جاء الانتقال إلى المجال الفني، وكيف كانت البداية ؟
كما أشرت إلى ذلك تكويني هو في مجال نظم البيانات، إلا أنني كنت دائمة الاهتمام بالفن، رغم أني لم أقم برسم أية لوحة أو إبداع شيء ما قبل مارس 2020، وبداية الجائحة، إذ خلال فترة الحجر الصحي، والتي كانت مرحلة بالغة التعقيد، وسمتها حالة من الحزن والشعور بالوحدة، وكنت حينئذ أقطن بأمستردام من أجل العمل، شاهدت بالصدفة فيديو عن تقنية الترخيم « marbling »، وهي تقنية للرسم يتم فيها المزج بين الماء والحبر. وعندما حاولت تجريب هذه التقنية لم أنجح، ومع ذلك واصلت استعمال الحبر والورق الذي كان متوفرا لدي. في البداية، شرعت بأشكال صغيرة جدا، وكنت أرسم بالماء لأني كنت خائفة، حينها لم أكن أنظر إلى نفسي على أنني فنانة، وبعدها وضعت الحبر، فكان الأمر ثورة بالنسبة لي.
في نونبر 2020، عدت إلى المغرب لزيارة أختي، وقررت عرض أعمالي على موقع الانستغرام، فلقيت ترحيبا كبيرا. وبدعم من عائلتي وأصدقائي، اكتسبت ثقة أكبر في نفسي كفنانة، وبدأت في رسم أشكال كبيرة.
في بيت أختي أقمت معرضي الأول، لقد كان معرضا منبثقا، يضم أكثر من خمسين عملا، وكان ناجحا وجعلني أدرك أن الناس قد تأثروا فعلا بعملي الفني.
ثم شاركت بعد ذلك في معرض جماعي عبر الانترنت في لندن، وبدأ الناس في الاهتمام بعملي أكثر فأكثر. وبعدها أردت أن أجرب نفسي في ممارسة جديدة: فن الخزف.
وبفضل إقامتي الفنية لمدة ثلاثة أشهر بـ ” sanctuaire Slimane” في مراكش، تمكنت من استكشاف هذا العالم بشكل أكبر، وقمت خلالها بصنع المزهريات التي أعرضها حاليا برواق مريم حميش. لقد كانت تجربة مميزة علمتني الكثير من الصبر.
2 -هل يمكن أن تصفي لنا أكثر عوالمك الفنية، وطريقة اشتغالك؟
عالمي الفني يدور حول الطبيعة والماء بالخصوص، والماء هو العنصر الرئيسي والهام في كل عملي الفني، فما يجذبني أكثر هو هذه المادة الملئية بالحياة، وهو مصدر إلهام قوي بالنسبة لي.
إن عالمي الفني هو قصيدة قوامها ثلاث تيمات محورية هي “الحاضر”، و”التخلي” و”الفراغ”. وهذه أبعاد مهمة للغاية أسلط الضوء عليها في أعمالي.
الحاضر عندي يتجلى في انتشار قطرات الحبر على الماء، مما يخلق مشهدا يبعث إلى حد ما على التفكير العميق. إنها عملية علاجية بالنسبة لي، عن طريق ممارسة “التأمل”.
في ما يتعلق بمفهوم الفراغ ، حاولت تمثيله بمزهرياتي الخزفية. بدون هذا الفراغ، تفقد المزهرية كل فائدتها. إن الأمر يشبه إلى حد ما الحياة اليومية، مع لحظات ممتلئة، ولحظات أخرى فارغة، وعليك أن تتقبل هذا الفراغ بقدر تقبلك لهذا الامتلاء.
ومن جهة أخرى، فإن اللون الأزرق، الطاغي بحضوره في كل أعمالي الفنية، يمنحني الشعور بالسلام والصفاء، وأنا أتأمل حركة بقع الحبر في الماء، أجدني أفكر في ما يعنيه “التخلي”.