افتتح برواق مركز الحسن الثاني للملتقيات بأصيلة معرض “فيرتيكال إن” للفنان المغربي الإسباني خالد البكاي والذي يحتفي بقصب الخيزران (بامبو).
ويضم المعرض، الذي يعتبر ثاني معرض فردي لخالد البكاي ضمن فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي، مجموعة من آخر اللوحات التي أبدعتها أنامل الفنان، والمستوحاة من حواره مع قصب الخيزران، مع هيمنة طاغية للخطوط الرأسية وللألوان المشتقة من الذهبي والأصفر والأخضر والأزرق.
واعتمد خالد البكاي في لوحاته على تقنيات مختلفة على حوامل الورق والقماش والخشب مع لجوئه إلى الحبر الصيني لإبداع أشكال سيقان خشب البامبو وأوراقه، وتزيين اللوحات بكلمات بلغات متعددة، وهي لوحات سيكتشف الزوار سر جمالها خلال المعرض الذي سيستمر من 3 إلى 18 نونبر الجاري.
وقال الفنان التشكيلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “لقد اعتمدت في بعض هذه اللوحات على اللون الأزرق الذي استعملته بكثرة على غير عادتي”، موضحا أن هذا اللون يحيل على مدينة أصيلة الجميلة وعلى الحنين الذي يشده إليها بعد حوالي 15 سنة عن أول معرض له بها.
وتابع “هناك بالتأكيد فرق بين المعرض الأول سنة 2007 والمعرض الثاني سنة 2021″، منوها بأن أعماله في هذا المعرض مستلهمة من تجربته في الصين وحواره مع قصب البامبو (الخيزران).
في كلمة تقديمية ضمن كتيب المعرض، أبرز رئيس جماعة أصيلة والأمين العام لمنتدى أصيلة، محمد بن عيسى، أن “خلاسية تطبع مكونات أعمال الفنان وإبداعاته، وهي خلاسية تؤكد رؤية الفنان المتداخلة بين ذكريات النشأة وانبهارات المآل. ومن ثم تأتي تركيبة أعماله والقوة الكامنة في ألوانها وتفاعلاتها”.
في بحثته الحثيث عن التوازن بين ذاكرة النشأة في بلده الأصلي المغرب وواقع مآله في بلده المتبنى في كتالونيا بإسبانيا، ينوه محمد بن عيسى بأن “أعمال خالد تتطور في السنوات الأخيرة في تمازج تطغى عليه نعومة التعبيرات التشكيلية، تغطيها ألوان زاهية أخاذة. بذلك تكتمل عند خالد الصورة وتتوقف مرحلة النبش في النشأة والاستكانة للمآل”.
من جانبها، توقفت الناقدة الفنية راكيل ميدينا، في تحليل بعنوان “رموز الهوية”، عند التقنيات التي يستعملها هذا الفنان التشكيلي في إبداعاته، موضحة أنه “سيكون ضربا من المستحيل أن يتجاهل خالد البكاي جذوره المغربية التي يعتد بها ويفتخر بها ومازال وفيا لها، وأصوله تفرض ذاتها على ذاكرته وعمله، كما أنها تشكل بصمة مدهشة تقوم مقام مصدر دائم لإلهام، ولو أن المرء يستجلي في عمله الفني بشكل سيلقي علاقة واضحة تربطه بالثقافة الغربية”.
عن لوحات هذا المعرض، علقت الناقدة بأنه “منذ فترة قريبة وجب تسليط الضوء على رحلاته إلى الصين وتأثير الناس هناك على أعماله، فهو لم يتخيل أن إعجابه بالثقافة الصينية ومشاهدها وتأويله لطبيعة الفن الصيني ستكون من بين العوامل التي يمكن أن تؤثر عليه بشكل عميق، لدرجة أن تدخل تغييرات ملموسة على أعماله”، مبرزة في هذا السياق إدخاله للكتابة الصينية العمودية في لوحاته إلى جانب الكتابات الأفقية العربية والعجمية.
وللفنان خالد البكاي، المولود سنة 1966 بالدار البيضاء والحاصل على إجازة في شعبة الحفر من إسبانيا وعلى دبلوم من المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، سلسلة من المعارض الفردية والجماعية بالمغرب وإسبانيا والكويت والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وإيطاليا وفرنسا، كما أن أعماله صارت جزءا من المجموعات العامة والخاصة لعدد من المتاحف والأروقة والمؤسسات المغربية والأجنبية.
