تم الخميس، ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، في نسخته ال33 عرض مسرحية “سالب واحد” لفرقة أكاديمية الفنون بالمعهد العالي للفنون المسرحية بمصر.
وتدور فكرة هذه المسرحية، التي عرضت عن بعد بفضاء عبد الله العروي بكلية الأداب والعلوم الانسانية بنمسيك، حول تأثر الطفل المعاق داخل محيط أسرته، والمعاناة التي يمر بها كل من الأب والأم لفهم ابنهما، وتأثير المجتمع عليهما وتأثرهما به.
وتبدو رسالة هذا العمل المسرحي، الذي أخرجه عبد الله صابر وألفه محمد عادل، واضحة وجلية لتبيان ما يدور في خاطر الإنسان ويمكن التعبير عنه بأدوات تعبيرية وأحاسيس إنسانية لفهم تناقضات المجتمع وتجلياته.
وشخص أدوار هذا العمل الفني كل من حسام حافظ في دور الدكتور ومحمود عبد الرازق (الجوكر) وسالي سعيد (الأم) ومصطفى رشدي (الأب) ويارا الملجي (الراوي)، وأحمد عباس (الابن).
وقال عبد القادر كنكاي، رئيس المهرجان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التكنولوجيا الحديثة لعبت دورها في خلق شروط التأقلم والاستمرارية عن بعد، بالصوت والصورة، بالليل والنهار متحدية قيود وحواجز الزمان والمكان.
وأضاف كنكاي وهو أيضا عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بجامعة الحسن الثاني-الدار البيضاء، أنه في خضم هذه الظروف الاستثنائية، بكل آثارها وخلفياتها، أبى مهرجان المسرح الجامعي للدار البيضاء إلا أن يحافظ على موعده السنوي مع أصدقائه ومحببيه من كل جامعات العالم ومع جمهوره المغربي من الطلبة والمحبين للمسرح.
وأشار إلى أن الجائحة “فرضت علينا الاهتداء لطرق بديلة للإبداع والخلق والإنتاج والتواصل مع الجمهور، عن بعد، باستعمال كل الطرق والأدوات وشبكات التواصل الاجتماعي”.
من جهته، أكد أحمد طانيش المسؤول الإعلامي للمهرجان، في تصريح مماثل، أن اختيار منظمي هذه التظاهرة الفنية تقديم العروض المسرحية حضوريا وعبر شبكة التواصل الاجتماعي (فايسبوك) أو عن بعد وبداخل الفضاءات المخصصة للعروض، يأتي بعد النجاح الذي حققته الدورة السابقة نظير الإقبال الكبير على مشاهدة عروضها المسرحية. وأضاف أن اعتماد المهرجان على التكنولوجيات الحديثة في تقديم عدد من العروض، يأتي من ناحية للتأقلم مع الظروف الاستثنائية التي فرضها فيروس كورونا المستجد وتجاوز الحواجز والمسافات والقيود على التنقل والاحترازات المفروضة، ومن ناحية أخرى للتفاعل والتواصل مع الجمهور الشغوف بالفن الرابع في كافة الدول المشاركة. ومعلوم أن المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء، الذي تنظمه سنويا كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، منذ أكثر من ثلاثة عقود، يمثل نافذة ثقافية، للنهوض بقيم المشاركة والتلاقح الثقافي، والانفتاح على تجارب مسرحية غنية من شتى بقاع المعمور.